أثر إنسحاب دونالد ترامب من منظمة الصحة العالمية على المنظمات الانسانية

تعتزم إحدى أكبر الجهات المُمولة للرعاية الصحية في العالم أن تطلب من القطاع الخاص زيادة كبيرة في التبرعات مع تنامي المخاوف من نقص المُساهمات الحكومية في أعقاب قرار الولايات المتحدة بالإنسحاب من منظمة الصحة العالمية.
قال الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز، السل والملاريا لوكالة رويترز، إنه سيطلب زيادة في الأموال بنحو 50% تقريبا من الكيانات الخاصة، بما في ذلك المنظمات والشركات الخيرية، بإجمالي 2 مليار دولار، عندما يطلق جولة تمويل جديدة في وقت لاحق من هذا العام.
قال المدير التنفيذي بيتر ساندز لوكالة رويترز، إن الخطة، التي من المُقرر الإعلان عنها في المُنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، كانت جاهزة بالفعل قبل الإنتخابات الأميركية في 2024، و أن جماعات المُساعدة الدولية تكافح وضعاً ماليا صعبا على مستوى العالم، فضلا عن الطلب المتزايد على عملها، من التعامل مع الصراعات إلى الاستجابة لتغير المناخ.
وقال في مقابلة أجريت معه هذا الأسبوع إن الصندوق يرفع سقف ما نريد تحقيقه مع المانحين من القطاع الخاص
في جولته التمويلية الأخيرة، جمع الصندوق العالمي 15.7 مليار دولار أمريكي لعمله على مدى ثلاث سنوات، حيث شمل ذلك 1.3 مليار دولار أمريكي من القطاع الخاص، بما في ذلك المجموعات الخيرية مثل مؤسسة غيتس وشركات مثل شركة التعدين العملاقة أنغلو أمريكان وشركة الأدوية اليابانية تاكيدا.
سيعلن الصندوق عن إجمالي المبلغ الذي يسعى للحصول عليه للفترة القادمة من العمل، 2027-2029، في وقت لاحق من هذا العام.
تأريخيًا، كانت الولايات المتحدة أكبر مانح للصندوق، حيث تعهدت بتقديم 6 مليارات دولار للجولة التمويلية الأخيرة، و كانت مساهمات البلاد خلال فترة ولاية دونالد ترامب الأولى كرئيس من 2016 إلى 2020 مماثلة للإدارات السابقة.
بعد تنصيبه للمرة الثانية يوم الاثنين، تحرك بسرعة للخروج من منظمة الصحة العالمية و تجميد المُساعدات الدولية، مما أرسل اشارات صادمة لمُجتمع الصحة العالمي في جميع أنحاء العالم.
قال بيتر ساندز انه من المؤسف أن الأمر وصل إلى هذه النقطة، و أن الولايات المتحدة لديها سجل إستثنائي في مجال الصحة العالمية إلى جانب الدور الحاسم الذي تلعبه منظمة الصحة العالمية في وضع الإرشادات والمعايير، و نحن بحاجة إلى التركيز على التأثير البشري، وخاصة على التأثير على صحة أفقر الناس وأكثرهم تهميشا.
يقدم الصندوق العالمي منحًا مباشرة للمنظمات العاملة في المناطق المتضررة من الأمراض للحد من إنتشار المرض وتحسين النظم الصحية، و تركز منظمة الصحة العالمية على التنسيق العالمي لتتبع و إحتواء الأوبئة، والاستجابة لحالات الطوارئ وتعزيز الصحة والرعاية الصحية الشاملة على المستوى الدولي.
كما تتطلع عدد من المنظمات الصحية العالمية الأخرى إلى جمع الأموال هذا العام، بما في ذلك مجموعة اللقاحات غافي، التي تسعى إلى جمع 9 مليارات دولار للمساعدة في دعم تحصين الأطفال في أفقر دول العالم.
في وثائق مجلس الإدارة التي صدرت في كانون أول/ديسمبر 2024، حذرت هي كذلك من الخطر المتزايد المتمثل في تفويت أهدافها بسبب العجز الحكومي، مُستشهدة بتباطؤ الاقتصاد العالمي والحروب وأولويات المُساعدات المتنافسة والانتخابات في العديد من البلدان المانحة.
وأظهرت الوثائق أن غافي تُخطط لإنشاء مجموعة مُستثمرين من القطاع الخاص هذا العام والتركيز على تنويع مصادر تمويلها، وأنهم على دراية بالقضايا المُتضاربة التي تواجه الحكومات.
تعد الولايات المتحدة واحدة من أكبر الجهات المانحة لغافي، إلى جانب المملكة المتحدة ومؤسسة غيتس، حيث تعمل غافي مع منظمة الصحة العالمية لدعم برامج التطعيم في البلدان.
(نقلا عن وكالة رويترز)






